العوامل البكتيرية لالتهاب البلعوم.. الفحص المجهري المباشر. العنقوديات الذهبية. النيسرية السحائية. العقدية المقيحة. الوتدية الخناقية



إن العقدية المقيحة (لانسفيلد فصيلة A) هي إلى حد بعيد أكثر الأسباب تكرارًا لحدوث التهاب البلعوم البكتيري والتهاب اللوزتين وتنتشر تلك العدوى خاصة عند الأطفال (من سن 5 إلى 12 عام).

فالعقديات الحالة للدم بيتا من غير الفصيلة A (مثلا الفصائل B وC وG) أسباب غير شائعة لحدوث التهاب البلعوم البكتيري وإذا تم اكتشافها يتعين الإبلاغ عنها.

والوتدية الخناقية هي سبب حدوث الخناق، وهو مرض متوطن في كثير من الدول.
بإمكاني الوصول إلى أجزاء متوطنة في الدول الذي تم فيها قطع برنامج التلقيح. فبشكل خاص (مع قليل من الاستثناءات)، تُحدِث الوتدية الخناقية شكلا نمطيًا للعدوى يتسم بغشاء أبيض ضارب إلى الرمادي في موضع العدوى (البلعوم أو اللوزتين أو الأنف أو الحنجرة).

فالخناق مرض خطير والتشخيص يتم بناء على النتائج السريرية. وسيقوم الطبيب حينها عامة بتقديم طلب خاص لزراعة عصيات الخناق.

(خناق فنسان) هو مرض نادر يتسم بوجود تقرح نخري في البلعوم، مع وجود أو عدم وجود غشاء كاذب.

وفي موضع العدوى، يصاحبها نبيت ثقيل مختلط من اللاحيوائيات العنيفة يسوده نبابيت مغزلية سلبية لصبغة غرام وملتويات، يشار إليها بشكل عام كأنواع مغزلية، ولولبية فنسانية وربما أخريات.

وعلى الرغم من أن كلا النوعين ينتميان إلى النبيت الفموي الطبيعي، فإن ظهورهم داخل بعدد كبير في لطاخة آفات تقرحية مصبوغة بصبغة غرام يجب الإبلاغ عنها "كمركب من الملتويات والمغزليات".

وذلك التشخيص المجهري لا يحتاج لتأكيده بواسطة زرع لاحيوائي، نظرًا لصوبته واستغراقه لكثير من الوقت.

ومع ذلك، فإن وجود ذلك المركب لا يمنع من الحاجة إلى البحث عن مسببات أخرى للأمراض، خاصة العقديات المقيحة.

 فعلى الرغم من أن عددًا صغيرًا من المبيضات البيضاء أو غيرها من أنواع المبيضات قد يشكل جزءً من النبيت الفموي الطبيعي، فإن داء المبيضات يحدث عندما يزداد عدد الكائنات الدقيقة إلى حد كبير في ظروف مرضية معينة، مثلا في الأطفال المصابين بسوء التغذية والمولودين قبل الأوان وفي البالغين المصابين بالعوز المناعي (مثل المرضى بفيروس العوز المناعي البشري/ متلازمة العوز المناعي المكتسب) وفي المرضى الذين تلقوا مضادات ميكروبات واسعة الطيف أو علاج للسرطان.

وقد تكون المنطقة المصابة - اللسان، أو اللوزتين، أو الحلق، أو الغشاء المخاطي الشدقي - شديدة الحمرة أو مغطاة بلطخات بيضاء أو بغشاء (سلاق) متمادي أبيض ضارب إلى الرمادي.

ويتم تشخيص المبيضات بشكل أفضل من خلال البحث عن خلايا خميرة كثيرة، بعضها يشكل خيوطًا طويلة شبيهة بالأفطورة، في لطاخة نضحة تم صبغها بصبغة غرام.

ويمكن إرسال قطينة مأخوذة من الجهاز التنفسي العلوي إلى المختبر، ليس بغرض تشخيص العدوى السريرية ولكن لاكتشاف أي مسبب مرض محتمل في عضو سليم، "حامل" بلعومي أو أنفي. ولا يجب إجراء ذلك إلا كجزء من استقصاءات وبائية واضحة المعالم.

 إن مسببات الأمراض الآتية من الممكن أن تؤدي إلى حدوث حالة حامل في الجهاز التنفسي العلوي وهي:

1- العنقوديات الذهبية:
يتم في بعض الأحيان أخذ عينات لحاملات فموية من مرضى وموظفين أحيانًا كجزء من التحقيق حول تفشي العنقوديات الذهبية المقاومة للميثيسيلين (MRSA).

2- النيسرية السحائية:
إن حمل مكورات سحائية ربما يكون منتشرًا للغاية (بنسبة 20% أو أكثر) حتى في الأوقات غير الوبائية.

ونادرًا ما يكون هناك حاجة لاستعراف حوامل بلعومية لمكورات سحائية، ولا يكون هناك حاجة لإجراءه قبل إعطاء مضادات حيوية اتقائية إلى عائلة المرضى المصابين بمرض بلعومي أو إلى أشخاص قريبين منه.

3- العقدية المقيحة:
إن حمل هذه الكائنات الدقيقة بأعداد قليلة قد يكون سائدًا، خاصة بين أطفال المدارس (بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%).

4- الوتدية الخناقية:
ويرتفع معدل حمل عصيات خناقية عند السكان غير الملقحين.
وفي هذه المجتمعات، قد يكون مبررًا تحديد وعلاج الحوامل في القريبين من مريض ثبتت إصابته بالخناق.
ويندر وجود الحوامل عند تطبيق برنامج التمنيع بشكل صحيح.

جمع العينات وإرسالها:
بشكل أساسي، يجب جمع العينات عن طريق طبيب أو عامل مدرب آخر.

يجب على المريض الجلوس في مواجهة مصدر إضاءة. فمع جعل اللسان للأسفل بواسطة خافضة لسان، يتم المسح بقطعة قطن طبي بقوة فوق كل لوزة وفوق الجدار الخلفي للبلعوم وفوق أي منطقة أخرى ملتهبة.

يجب أخذ الحذر بعدم لمس اللسان أو أي أسطح شدقية.
ومن الأفضل أخذ قطعتي قطن من نفس المناطق. يمكن استخدام الأولى لتحضير لطاخة، بينما توضح الثانية في حاوية زجاجية أو بلاستيكية وترسل إلى المختبر.

وكبديل آخر، يمكن وضع كلا القطعتين في الحاوية ويتم إرسالهما إلى المختبر.
فإذا تعذر معالجة العينة خلال 4 ساعات، يجب وضع قطعة القطن في مستنبت نقل (مثل أميز أو ستيوارت).

الفحص المجهري المباشر:
يتم اكتشاف تجمع الملتويات والمغزلايات في التهابات البلعوم التقرحية الناخرة (خناق فنسان) والمبيضات بشكل أفضل من خلال لطاخة مصبوغة بصبغة غرام، والتي يجب تحضيرها إذا قدم الطبيب طلبًا خاصًا بها.
ولكن اللطاخة المصبوغة بصبغة غرام ليست مفيدة في اكتشاف أنواع العقديات والنيسريات.

بالإضافة إلى أن اللطاخة المباشرة تفتقر إلى الحساسية والتخصيص لاكتشاف العصيات الخناقية، حتى ولو تم جمع العينة بمنتهى الحرص وفحصها من خلال أخصائي مكروبيولوجيا خبير.

وفي حالة عدم وجود طلب من الطبيب أو معلومات سريرية، فلا يجب إجراء لطاخة مصبوغة بصبغة غرام لمسحات الحلق.


ليست هناك تعليقات