مزرعة البول.. تشخيص عدوى السبيل البولي. التهاب المثانة. التهاب الحالب. التهاب الحويضة والكلية



البول هو أكثر العينات التي يتم إرسالها لإجراء مزرعة.
وهي تمثل أيضًا أكبر المعضلات فيما يتعلق بجمع العينات المناسبة والنقل وطرق الزراعة وتفسير النتائج.

فعلى غرار أي عينة أخرى يتم إرسالها إلى المختبر، فإن بقدر المعلومات التي تقدم من الطبيب المرسل بقدر قدرة المختبر على تقديم أفضل بيانات المزرعة الممكنة.

إن أكثر الأماكن شيوعًا لعدوى السبيل البولي (UTI) هي المثانة (التهاب المثانة) والإحليل.
فمن هذه الأماكن يمكن أن يصعد إلى الحوالب (التهاب الحالب) ثم لاحقًا إلى الكلى (التهاب الحويضة والكلية).

والسيدات هن الأكثر تعرضًا لعدوى السبيل البولي وهن تمثل أكبر المعضلات في التجميع المناسب للعينات.
وفي كل من الرجال والسيدات، قد تكون عدوى السبيل البولي غير مصحوبة بأعراض أو حادة أو مزمنة.

فالعدوى غير المصحوبة بأعراض يمكن تشخصيها من خلال المزرعة.
تكتشف عدوى السبيل البولي الحادة بشكل أكبر في السيدات من جميع الأعمار، ويتم علاج كل المريضات كالمريض الخارجي ونادرًا ما يمنحن حق الدخول للمستشفى.

فعادة ما يصاحب عدوى السبيل البولي المزمنة في كلا الجنسين من جميع الأعمار مرض دفين (مثل التهاب الحويضة والكلية، أو مرض بروستاتي، أو شذوذ خلقي في السبيل التناسلي البولي) وهؤلاء المرضى يتم إدخالهم المستشفى غالبًا.

تعتبر العدوى غير المصحوبة بأعراض، والحادة، والمزمنة ثلاثة أشياء مختلفة وغالبًا ما تتطلب نتائج المختبر تفسيرًا مختلفًا.

فمرض التهاب الحويضة والكلية غير المصحوب بأعراض قد لا يتم اكتشافه في بعض الوقت، ولكنه غالبًا ما يتم تشخيصه بواسطة مزرعة البول الكمية التي يتم إجراءها بعناية.

والتهاب البروستاتة المزمن هو مرض شائع ويصعب علاجه، وغالبًا ما يكون مسئولاً عن تجدد حدوث عدوى السبيل البولي.

ففي معظم عدوى السبيل البولي، بغض النظر عن نوعها، فإن البكتيريا المعوية هي أكثر العوامل السببية فالإشريكية القولونية بتم فصلها بشكل أكثر تكرارًا من أي كائن حي آخر.

ففي حوالي 10% من المرضى المصابين بعدوى السبيل البولي، قد يوجد اثنان من الكائنات الحية ويمكن أن يساهم كليهما في عملية المرض.

وإن وجود ثلاث أو أكثر من الكائنات الحية المختلفة في مزرعة البول يعتبر دليلاً قويًا منفرد على الجمع غير المناسب لعينة البول أو التعامل معها.

ومع ذلك، فإن الكائنات الحية المتعددة غالبًا ما ترى في عدوى السبيل البولي في المرضى المصابين بقثاطير المثانة المستقرة.
مسببات الأمراض المتوقعة:
- المكورات المعوية
- الإشريكية القولونية
- المتفطرة السلية
- الأمعائيات الأخرى
- العنقوديات الأخرى
- الزوائف وغير المخمرات الأخرى
- المكورات العنقودية الرمية

المستنبتات وكواشف التشخيص:
1- العزل والمستنبتات الكمية:
- الآغار الدموي.
- آغار المعوز السيستيني لكهارل اللاكتوزأو المستنبتات مولدة اللون.
- آغار ماكونكي، مع محلول بنفسجي متبلور).

2- مستنبتات التعرف وكواشف التشخيص:
- آغار كليغلر الحديدي (KIA).
- كاشف كوفاكس للإندول.
- وسيط motility–indole–urease (MIU).
- كاشف أكسيداز.
- مرق نازعة كربوكسيل الليزين (مولر).
- اختبار الكشف عن وجود إنزيم بيتا غالكتوسيداز في الميكروب.
- آغار سيمون سيترات.
- للعنقوديات والمكورات المعوية.
- اختبار الكاتالاز (فوق أكسيد الهيدروجين).
- بلازما المخثرة.
- آغار الإسكولين الصفراوي (للمكورات المعوية).
- قرص نوفوبيوسين (5 ملجم) لتمييز العنقوديات سالبة الإنزيم المخثر.

جمع العينات:
لا يمكنني التأكيد بدرجة كبيرة بأن الدور الأهم يقع على طريقة جمع عينات البول، ونقلها إلى المختبر، والجهود الأولية من قبل المختبر لتحري وإجراء مزرعة للبول.

تكمن مسئولية المختبر في أن توفر للطبيب مرطبانات أو دوارق أو أواني أخرى مناسبة معقمة ذات فتحة واسعة زجاجية أو بلاستيكية.

قد تكون عينات البول تم جمعها بواسطة إجراء جراحي، مثل الشفط من فوق العانة أو القثطرة أو تنظير المثانة.
وإن لم يكن، يتعين على المختبر الإصرار على الحصول على عينة بول نظيفة مأخوذة من منتصف الجريان، خاصة بالنسبة للسيدات والأطفال.

ولأن البول نفسه يعتبر مستنبت مزرعة جيد، فإنه يجب معالجة جميع العينات من قبل المختبر في خلال ساعتين بعد الجمع أو يتم حفظها في درجة حرارة 4 مئوية إلى أن يتم تسليمها إلى المختبر ومعالجتها في وقت لا يتجاوز 18 ساعة بعد الجمع.

وحيثما يكون ذلك ممكنًا، يجب جمع عينات مزرعة في وقت الصباح.
وينصح القيام بالطلب من المريض في الليلة التي تسبقها أن يمسك عن التبول حتى يتم جمع العينة.

- السيدات:
يجب على السيدة الجوالة القيام بما يلي:
1- غسل يديها جيدًا بالماء والصابون وتجفيفهما بمنشفة نظيفة.

2- خلع ملابسها في غرفة مناسبة، وتوسيع الشفران وتنظيف الفرج والشفران بشدة، باستخدام قطع قطن وشاش معقمة ومحلول ماء وصابون دافئ والمسح من الأمام إلى الخلف.

3- التشطيف جيدًا بماء دافئ والتجفيف بقطعة شاش معقمة.
وخلال العملية بكاملها، يجب على المريضة أن تحافظ على الشفرين مبتعدين وأن لا تلمس بأصابعها المنطقة التي تم تنظيفها.

4- تمرير البول، بطرح الجزء الأول من الجريان والقيام بجمع البول المتبقي في الحاوية المعقمة وغلق الغطاء بمجرد انتهاء جمع عينة البول.

5- تسليم عينة البول النظيفة المأخوذة من منتصف الجريان والمحفوظة داخل الحاوية المغلقة إلى موظف التمريض ليقوم بتسليمها إلى المختبر على الفور.

وبالنسبة للمريضات طريحة الفراش، يتم اتباع نفس الإجراء إلا أنه يتعين على الممرض القيام بمساعدة المريضة أو، إذا اقتضت الضرورة، أن يقوم بإجراء التنظيف بأكمله قبل أن يطلب من المريضة تمرير البول.

وفي كلا الموقفين، يتعين بذل كل جهد لجمع عينة بول نظيفة في حاوية معقمة ولضمان تسليمها على الفور إلى المختبر مرفقًا معها معلومات عن المريض والتشخيص السريري والإجراءات المطلوبة.

- الرجال:
يجب على الرجل الجوال:
1- غسل يديه.
2- سحب القلفة (إذا لم يكن مختونًا) وتمرير كمية صغيرة من البول.

3- أن يظل ساحبًا للقلفة، ويمرر معظم البول المتبقي في حاوية معقمة. وبذلك يتم الحصول على عينة بول من منتصف الجريان.

4- وضع الغطاء فوق الحاوية وتسليمها إلى موظف التمريض ليقوم على الفور بتسليمها إلى المختبر.

وبالنسبة للمرضى طريحي الفراش:
1- إذا اقتضت الضرورة، يجب على موظف التمريض سحب القلفة وغسل الحشفة وتجفيفها بماء وصابون وقطع شاش.

2- ومع سحب القلفة، يجب على المريض تمرير كمية صغيرة من البول في مبولة.

3- ثم يقوم المريض بتمرير معظم البول المتبقي في الحاوية المعقمة. ويجب بعدها وضع الغطاء على الحاوية ونقل العينة إلى المختبر.
بالنسبة للرضع والأطفال:

من الممكن أن تمثل عملية جمع عينة بول نظيفة من الرضع والأطفال طريحي الفراش أو غير المتعاونين مشكلة.
إعطاء الطفل ماء أو سائل آخر لكي يشربه.
تنظيف الأعضاء التناسلية الظاهرة.

يمكن للطفل أن يجلس على حجر أمه أو الممرضة أو خادمة الجناح، واللاتي يجب عليهن حينها حث الطفل على التبول وجمع أكبر كمية من البول داخل حاوية معقمة.
يجب بعدها تغطية الحاوية وتسليمها إلى المختبر للمعالجة الفورية.

- المزرعة والتفسير:
 يجب على الفور القيام بفحص عينات البول الآتية إلى مختبر الأحياء الدقيقة، أو وضعها في مبرد في درجة حرارة 4 درجات مئوية إلى أن يتم فحصها.

يجب أن يتضمن إجراء الفحص الخطوات التالية:
1- فحص لطاخة تم صبغها بصبغة جرام.
2- اختبار تحري لبيلة جرثومية.

3- المزرعة النهائية لعينات البول تم اكتشاف أنها إيجابية في اختبار التحري (الخطوة الثانية) وكذلك جميع العينات التي تم الحصول عليها من خلال القثطرة  أو الشفط من فوق العانة (SPA) أو تنظير المثانة.

4- اختبارات الحساسية في المستفردات البكتيرية ذات الأهمية السريرية.

يعتبر تحضير لطاخة تم صبغها بصبغة جرام وفحصها جزءًا ضروريًا من عملية المختبر. باستخدام ممص بسترة معقم (واحد لكل عينة)، قم بوضع قطرة من بول مخلوط جيدًا وغير منبوذ على شريحة.

دع القطرة تجف بدون انتشار وتثبيتها بالحرارة وصبغها.
قم تحت العدسة الغاطسة بالزيت بالتحري عن وجود أو عدم وجود بكتيريا وكريات بيضاء متعددة النوى وخلايا ظهارية حرشفية.

يشير وجود خلية بكتيرية أو أكثر في كل حقل زيتي إلى أنه هناك 105 مخلوق بكتيري أو أكثر في كل مليلليتر في العينة.

ووجود كرية بيضاء أو أكثر في كل حقل زيتي يعتبر دليلاً آخر على عدوى السبيل البولي.
وستُظهر دائمًا عينات البول غير المصابة عددًا قليلاً من المخلوقات البكتيرية والكريات البيضاء أو انعدام وجودها في التحضير بأكمله.

وبالنسبة للعينات الخاصة بالسيدات، فإن ظهور خلايا ظهارية حرشفية، مخلوطة أو غير مخلوطة ببكتيريا، يعتبر دليلاً افتراضيًا قويًا على أن العينة متلوثة بنبيت مهبلي، ومن الضروري وجود عينة متكررة، بصرف النظر عن عدد المخلوقات البكتيرية في كل حقل زيتي.

وإذا كانت النتائج مطلوبة على نحو عاجل، يجب إرسال التقرير الذي يحتوي على نتائج صبغة جرام إلى الطبيب مع ملاحظة أنه سيكون متبوعًا بالتقرير الخاص بالمزرعة.

طريقة التحري:
يعتبر عدم وجود كريات بيضاء وبكتيريا داخل لطاخة مصبوغة بصبغة جرام لعينة بول نظيفة تم تحضيرها كما هو موضح أعلاه دليلاً سليمًا على أن عينة البول غير مصابة.

وعينة البول التي نتيجتها (سلبية) في الفحص الحذر للطاخة البول المصبوغة بصبغة جرام ليست بحاجة لزراعتها.
وشريط الاختبار الخاص بتقليل إسترات/نترات الكريات البيضاء يعتبر اختبارً تحريًا بديلا وبسيطا وفعالا.

حيث أن الشريط يتم غمسه في عينة البول كما هو موضح في التعليمات الموجودة على العبوة. واللون القرنفلي هو تفاعل إيجابي يشير إلى وجود استراز كريات بيضاء و/أو بكتيريا يتجاوز عددها 105 لكل مليلليتر.

ويجب زراعة عينات البول التي تم اكتشاف أنها إيجابية في اختبار التحري بأسرع وقت ممكن لمنع حدوث فرط نمو ممكن من قبل مخلوقات بكتيرية غير مهمة.

إذا لم يتغير الشريط إلى اللون القرنفلي، يتم تفسير ذلك كنتيجة اختبار تحري سلبية وتكون بذلك تم تقريرها ولا يوصى حينها بالقيام بعملية زرع.

ربما يكون شريط الاختبار غير حساس بدرجة كافية لاكتشاف تجمعات بكتيرية تقل عن 105 لكل مليلليتر في عينة البول.


ليست هناك تعليقات