النظام الغذائي لمرضى السكري: دليل للأطعمة التي يجب التقليل منها للتحكم الفعال في سكر الدم وصحة القلب

إدارة النظام الغذائي لمرضى السكري: أطعمة يجب التقليل منها

يُعد النظام الغذائي ركيزة أساسية في إدارة مرض السكري والتحكم في مستويات السكر في الدم. بينما يُركز الكثير على الأطعمة التي يجب تناولها، من الضروري أيضًا معرفة الأطعمة التي ينبغي التقليل منها أو تجنبها لضمان صحة أفضل وتجنب المضاعفات. فهم تأثير هذه الأطعمة على سكر الدم يُمكن مرضى السكري من اتخاذ خيارات غذائية مستنيرة.

1. الكربوهيدرات النشوية: البطاطا والأرز

تُعتبر البطاطا والأرز من الأطعمة الأساسية في العديد من الثقافات، لكنهما غنيتان بـالكربوهيدرات النشوية التي تتحول بسرعة إلى جلوكوز في الدم.

• البطاطا: بغض النظر عن طريقة طهيها (مسلوقة، مقلية، مهروسة)، تحتوي البطاطا على كمية عالية من النشا الذي يُرفع سكر الدم بسرعة. يُفضل لمرضى السكري التقليل من تناولها، وعند تناولها، يجب الحرص على تناول كميات صغيرة جدًا ودمجها مع ألياف وبروتينات لتقليل سرعة امتصاص السكر. يمكن استبدالها بخيارات أقل تأثيرًا على سكر الدم مثل القرنبيط المهروس، أو الكوسة، أو البطاطا الحلوة بكميات معتدلة جدًا لأنها تحتوي على ألياف أكثر ومؤشر جلايسيمي أقل قليلًا من البطاطا البيضاء.
• الأرز: خاصة الأرز الأبيض، يُعد مصدرًا غنيًا بالكربوهيدرات المكررة التي تُسبب ارتفاعًا سريعًا في سكر الدم. يُنصح بالحد من تناول الأرز الأبيض بشكل كبير، أو استبداله ببدائل صحية تحتوي على ألياف أكثر وتأثير أقل على السكر، مثل الأرز البني، البرغل، الكينوا، أو الفريكة. هذه البدائل تُساعد على إبطاء امتصاص الجلوكوز وتُوفر عناصر غذائية إضافية.

2. صفار البيض: الاعتدال هو المفتاح

صفار البيض غني بـالكوليسترول، وعلى الرغم من أن الأبحاث الحديثة قد غيرت بعض المفاهيم حول تأثير الكوليسترول الغذائي على كوليسترول الدم، إلا أن مرضى السكري غالبًا ما يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. لذلك، يُنصح بالاعتدال في تناول صفار البيض:

• الكمية الموصى بها: يُقترح عادةً ألا يتجاوز تناول صفار البيض مرتين في الأسبوع فقط. هذا يُساعد على التحكم في كمية الكوليسترول المتناولة مع الاستفادة من البروتين والفيتامينات والمعادن الموجودة في البيض.
• بدائل صحية: يُمكن لمرضى السكري تناول بياض البيض بشكل متكرر أكثر، حيث أنه غني بالبروتين وخالٍ تقريبًا من الكوليسترول.

3. اللحوم الحمراء: خيارات الدهون والصحة القلبية

تُعد اللحوم الحمراء مصدرًا للبروتين والحديد، ولكنها غالبًا ما تحتوي على كميات عالية من الدهون المشبعة والكوليسترول. تُشكل هذه الدهون خطرًا إضافيًا على صحة القلب والأوعية الدموية لدى مرضى السكري، الذين لديهم بالفعل قابلية أكبر للإصابة بأمراض القلب.

• الحد من الكمية: يُنصح بالتقليل من تناول اللحوم الحمراء قدر الإمكان، خاصة الأنواع عالية الدهون.
• اختيار البدائل الصحية: عند تناول اللحوم، يُفضل اختيار اللحوم الحمراء الخالية من الدهون (Lean cuts)، مثل لحم الخاصرة أو الفخذ، وإزالة أي دهون ظاهرة.
• التركيز على مصادر البروتين الأخرى: يُشجع مرضى السكري على التركيز على مصادر البروتين الصحية الأخرى مثل:
• الدواجن الخالية من الجلد والدهون: مثل صدور الدجاج أو الديك الرومي.
• الأسماك الدهنية: مثل السلمون، التونة، الماكريل، والسردين، فهي غنية بأحماض أوميغا-3 الدهنية المفيدة للقلب.
• البقوليات: مثل العدس، الفول، والفاصوليا، وهي مصادر ممتازة للبروتين والألياف.
• المكسرات والبذور: باعتدال، تُوفر بروتينًا ودهونًا صحية.

نصائح إضافية لمرضى السكري:

• قراءة الملصقات الغذائية: يُساعد فهم مكونات الأطعمة وكميات الكربوهيدرات والدهون فيها على اتخاذ خيارات أفضل.
• التحكم في حجم الحصص: حتى الأطعمة الصحية يجب تناولها بكميات معتدلة.
• التنويع: تناول مجموعة واسعة من الأطعمة الصحية يُضمن الحصول على جميع العناصر الغذائية الضرورية.
• استشارة أخصائي التغذية: للحصول على خطة غذائية مخصصة تتناسب مع حالة المريض واحتياجاته.

خلاصة:

بتطبيق هذه الإرشادات، يُمكن لمرضى السكري تحسين إدارة حالتهم الصحية وتقليل مخاطر المضاعفات على المدى الطويل، مما يُمكنهم من عيش حياة صحية ونشطة.