التغيرات الطارئة على جسم الفتى في مرحلة المراهقة.. تشريح أعضاء الإنجاب في الذكور



عندما يبلغ الفتى الحُلُم، قد يستيقظ ذات صباح فيجد ملابسه الداخلية وملاءة الفراش مبللة بمادة لزجة مبيضّة اللون كاللبن الحليب أو مصفَرّة.

هذه المادة هي المني الذي يخرج من القضيب (عضو الذكورة) أثناء الجماع أو الاحتلام الليلي.
ويتساءل الفتي عما يجري داخل جسمه ليحدث ما حدث.
ولتوضيح ذلك لا بد من معرفة نبذة عن أعضاء الإنجاب لديه:

الخصيتان Testicle:
هما الغدتان الجنسيتان اللتان تنتجان نطاف الذكر (الحيوانات المنوية Sperm)، وهما غدتان بيضاويتان تتدليان خارج الجسم وداخل كيس جلدي يقال له الصّفَنScrotum.
وهما تفرزان الهرمون الجنسي الذكري المسمّى (التستوسترون Testosterone).

وعند البلوغ تبدآن في إنتاج نطاف الذكر( الحيوانات المنوية ) التي تحمل كلٌّ منها الخصائص الوراثية (الجينية) لصاحبها.

وتستمر عملية إنتاج النطف مدى الحياة ما دام الشخص صحيحاً.
وتتمثّل كل نطفة ذكرية (أو حيوان منوي) في خلية بالغة الصغر ذات رأس وذيل، وهي المسؤولة في الذكر عن عملية التوالد، باختراق بيضة الأنثى أو البويضة.

ويطلق على عملية التحام النطفة بالبويضة اسم الإخصابFecundation، ويحدث ذلك بعد رحلة النطاف الذكرية والبُوَيضات إلى بُوقَيْ الأنثى.

وهكذا تنتقل النطفة من الخصيتين عبر الحويصلات المنوية ثم الأسْهَر (الوعاء الناقل للنطاف Vas Deferens) وهو أنبوب طويل يبدأ داخل الخصية (واحد في كل جانب) ثم يدور حول المثانة إلى البروستاتة ( الموثة Prostate )، وهي غُدّة واقعة عند قاعدة المثانة تضيف إلى النطاف الذكريّة سائلاً لبني القوام يحتوي على مغذيات لهذه النطاف.

وبعد هذه الإضافة يتحوّل السائل المحتوي على النطاف إلى سائل يقال له المنيSperm (وتضاف له سوائل أخرى من قِبَل غدد صغيرة أخرى).

ويصبُّ المني القادم من الأسهر في الإحليل Urethra أو مجرى البول (القادم من المثانة) وهذا الإحليل يتابع مسيره عبر القضيب (عضو الذكورة Penis) محاطاً بأوردة غزيرة على شكل نسيج اسفنجي قابل للتمدّد والتوسّع، ثم يَنْفَتح (الإحليل) على خارج الجسم.

وعندما يثار الذكر جنسياً (أثناء فعل جنسي، أو تفكير جنسي) يتدفق مزيد من الدم إلى النسيج الإسفنجي للقضيب مسبباً تضخمه وصلابته، وهو ما يعرف بالانتصاب أو الانتعاظ Erection.

وعند بلوغ قمة الإثارة تدفع الانقباضات العضلية بالمني إلى الخارج في دفقات متوالية، وهو ما يعرف بالدّفق Ejaculation.

ومن الجدير بالملاحظة أن الإحليل جزءٌ من الجهاز البولي (فهو الذي يوصل البول من المثانة عبر القضيب إلى الخارج وتعرف هذه العملية باسم التبوّل)، فضلاً عن كونه جزءاً من الجهاز التناسلي في الذكر نظراً لأنه يحمل المني من الأسهر والبروستاتة إلى الخارج.

وأثناء الجماع تحدث في البروستاتة بعض الانقباضات التي تحول دون مرور البول من المثانة إلى الإحليل، بحيث لا يمتزج المني الذي يمرّ عبر الإحليل بالبول.

ولا تخرج النطاف الذكريّة إلا في حالة الإثارة، وإلا تظلّ مخزونة في المستودع الأنبوبيِّ الشكل الذي يقع بين الخصية وبين الأسْهَر ويسمى (البَرْبَخ Epididymis).

وواضح من الملاحظة السالفة أنه متى وصل جسم الفتى إلى طور البلوغ Puberty وبدأ في دفق المني، فإنه يصبح قادراً على إحداث الحمل في الأنثى.

ويمكن أن يؤدي وصول قطرة ضئيلة من المني إلى مهبل الأنثى إلى الحمل، إذا كانت الأنثى قد بدأت الإباضة والحيض.

وينتج عن الدفق المنتظم حوالي ملء ملعقة صغيرة، تحتوى على الملايين والملايين من النطاف الذكرية.

وتكفي نطفة ذكرية واحدة (أو قل: حيوان منوي واحد) لإخصاب البويضة (وهي النطفة الأنثوية Ovule) وحدوث الحمل Pregnancy.