تغيرات مرحلة المراهقة.. النمو البدني. النضج البيولوجي الجنسي. التغيُّر الاجتماعي النفسي



بالرغم من أن التغيُّرات البدنية والنفسية التي تصاحب المراهقة، لا تحدث بالضرورة في وقت واحد لدى جميع المراهقين، فإنه يمكن تقسيم طور المراهقة إلى ثلاث مراحل،  تتداخل بدرجات متفاوتة:
- المراهقة المبكرة: 10-14 سنة من العمر.
- المراهقة المتوسطة: 15-17 سنة من العمر.
- المراهقة المتأخرة: 18-19 سنة من العمر.

ونستطيع فيما يلي أن نبيّن أوصافَ المراحل الرئيسية الثلاث وفقاً لنوع التغيُّر الذي يحدث في هذه المراحل.
ويمكن أن نجملَ هذه التغيرات بما يلي:
- النمو البدني.
- النضج البيولوجي / الجنسي.
- التغيُّر الاجتماعي – النفسي.

ويبلغ النمو البدني معدلاً عالياً في المرحلتين المبكرة والمتوسطة من المراهقة، (ولا يفوقه في معدَّل النمو إلا النموّ في الطفولة)؛ ويشمل ذلك ما يسمّى بطفرة البلوغ إذ تحدث زيادات إضافية في الطول والوزن ونمو العضلات (ولا سيما في الفتيان، إذ تصبح أكتافهم أعرض من أكتاف الفتيات).

على حين يتسع الحوض بالتدريج في الفتيات عنه في الفتيان. ويكتمل النمو البدني الافتراضي للفتيات في سنّ الثامنة عشرة من عمرهن، بما في ذلك النموّ الخطـّي للعظام الطويلة، ولو أن كتلة العظام لا تبلغ ذروتها إلا بعد ذلك ببضع سنوات (في سن العشرين عادة).

ويبدأ النضج البيولوجي أو الجنسي أثناء المرحلة المبكرة للمراهقَة بتأثير الهرمونات.
ومن التغيّرات الواضحة ظهور الخصائص الجنسية الثانوية، وتشمل نمو شعر الإبط والعانة.

وابتداءً من المرحلة المبكرة للمراهقَة، يأخذ حجم الأعضاء التناسلية، والثديين في الفتيات بالتزايد.
ويبدأ الاحتلام لدى المراهقين والأحلام الجنسية لدى المراهقات.

ويبدأ الحيض لدى الفتيات بين سن التاسعة والسادسة عشرة (بمتوسط 13 سنة عادة).
وقد يتأخر الحيض في حالات نقص التغذية الشديد.

ويبدأ الشعر ينبت في وجوه المراهقين وتغلّظ أصواتهم.
ويشعر الأطفال والمراهقون باللذة عند ملامسة أعضائهم التناسلية أو مداعبتها.
ويزداد فضول المراهقين لمعرفة كيفية تكوّن الوليد، وكيفية خروجه إلى الوجود.

وتتحكم الهرمونات الجنسية وغيرها من الهرمونات في هذه التغيُّرات البيولوجية والجنسية، وقد ينتج عن ذلك مشكلة تقضّ مضجع المراهقين والمراهقات، ألا وهي مشكلة العُدّ (أي حب الشباب).

ويكتمل النضج الجنسي تماماً في المرحلة المتأخرة من المراهقًة، أي في سن الثامنة عشرة أو التاسعة عشرة، حين يبلغ المراهقون والمراهقات درجةً من النضج البدني والنفسي والاجتماعي تمكـِّنهم من تحمّل مسؤوليات الزواج، ويوسَم الزواج في هذه السن بأنه زواج مبكر لأنه يعقب النضج مباشرة.

ولكنّ هذه السن تمثِّل أفضل سن للزواج، لأنها تلبّي احتياجات الزوجين الجنسية، وتعصمها من الوقوع في معصية الفاحشة والوقوع في براثن الأمراض المنقولة جنسياً.

غير أن من الحكمة أن يعمل الزوجان على تأجيل مجيء الطفل الأول إلى ما بعد بلوغهم سن العشرين، لذلك ينبغي تثقيف أمثال هذين الزوجين حول وسائل منع الحمل.

ويكون النموّ البدني والبيولوجي والجنسي مصحوباً بتغيرات نفسية واجتماعية بعيدة المدى، إذا لم تعالج معالجة مناسبة فقد يترتّب عليها آثارٌ سيئة في المستقبل.

وعادة ما يبحث المراهقون عن جماعات من أقرانهم ينضمون إليهم، والمعهود أنه بحلول مرحلة المراهَقَة المتوسطة تحدد جماعات الأقران قواعدَ سلوك أفرادها.

وأثناء هذه المرحلة الحرجة قد يولَعُ بعض المراهقين بالتدخين؛ والمخاطرة، معرضين أنفسهم للحوادث والعنف؛ والتمرد على السلطة، ومعاقرة المخدرات والمسكرات؛ والتورّط في ممارسات جنسية قبل الزواج (مع ما يترتب على ذلك من مخاطر الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً).

وفي مرحلة المراهَقَة المتأخرة هذه، تتبلور في العادة الهوية الفكرية للمراهق، وتتحول العلاقة بينه وبين والديه من علاقة بين طفل ووالد إلى علاقة بين بالغ وبالغ.

وينحسر جزئياً أو كلياً تأثيرُ جماعات الأقران وتتحول العلاقة بين أفرادها إلى علاقة صداقة فردية.

وقد تنشأ أسئلة جنسية لدى الراغبين في الزواج، فمن الشواغل التقليدية في هذا الصدد بكارة الفتاة وإثبات عذريّتها.