العوامل التي تؤثر في التسمم.. العوامل الوراثية (الجينية). العمر. الحمل. الحالة الغذائية والصحية للمتسمم. التعود



يختلف مصير المادة السامة التي تدخل الجسم من شخص لآخر ويعود ذلك إلى العديد من العوامل الداخلية والخارجية التي تتدخل في امتصاص السم وتوزيعه وتحويله وإفراغه.

1- العوامل الوراثية (الجينية Genetic):
يعود تأثير المواد السامة الشديد على بعض الأشخاص إلى إصابتهم بخلل خلقي في الإنزيمات اللازمة لاستقلاب (metabolism) هذه المادة السامة.

ومثال ذلك أن الأشخاص المصابين بنقص الإنزيم (glucose-6-phosphate dehydrogenase) عرضة لتكسير في خلايا الدم عند تعرضهم للأسبرين.

2- العمر:
لقد تبين أن فعالية معظم الأنزيمات اللازمة لاستقلاب السموم ولاسيما عملية الاقتران (conjugation) تكون أضعف عند الأطفال الرضع والشيوخ منها عند البالغين، لذلك فأن هؤلاء أكثر تأثراً بالسم.

3- الحمل:
تضعف أثناء الحمل وأثناء تناول أدوية منع الحمل فعالية الإنزيمات التي تساهم في استقلاب السموم ولاسيما إنزيم السيتوكروم (cytochrome).

كما تنخفض بشدة القدرة على الاقتران في أواخر الحمل، وتؤدي هذه الاضطرابات إلى زيادة تأثر المرأة الحامل بالمواد السامة.

4- الحالة الغذائية للمتسمم:
إذا كانت المعدة خالية من الطعام ، فإن ذلك يزيد من امتصاص السم وظهور الأعراض المرضية.

كما أن نوع الغذاء الموجود في المعدة أثراً في سرعة الامتصاص فالأغذية الدهنية تؤخر الإفراغ وبالتالي تؤخر وصول السم إلى الأمعاء وامتصاصه منها.

5- الحالة الصحية للمتسمم:
ينقص قصور الكبد قدرته علي استقلاب السموم ويزيد من تأثيراها السيء علي الجسم وينطبق الأمر نفسه على قصور الكلية الذي يقلل من إفراغ السموم ويزيد من تأثيراتها السامة.

وبالمقابل نجد أن بعض الأمراض تجعل المصاب بها أكثر تحملاً لبعض السموم من الأصحاء، كما هو الأمر عند المصابين بالهياج الذين يتحملون المنومات والمهدئات بكميات أكبر بكثير مما يتحمله الأصحاء.

6- التعود (tolerance):
إن تناول السموم بمقادير قليلة ومتدرجة في الزيادة، بفترات متباعدة نوعاً ما يؤدى إلى تعود الشخص، أي أن جسمه يصبح مقاوماً لتأثير هذه المادة السامة إذا أخذت بمقادير مؤذية لأشخاص، آخرين.

والاعتياد يسهل على السموم العضوية كالمورفين والكوكايين والكحول.
فالمدمنون على تناول هذه السموم يتحملون مقادير كبيرة قاتلة للأشخاص العاديين.