الطب الالكتروني.. علاج استثنائي مستعجل كحل للمشكلة المرضية الحادة دون وجود الطبيب إلى جانب المريض في مكان واحد

 يعتبر مجال الصحة من أكثر  المجالات الحيوية التي تهم المجتمعات ولذلك تهتم الدول والحكومات بهذا المجال للحفاظ على ثرواتها البشرية.

ويتمثل هذا الاهتمام بضخ الموارد المالية وتوظيف البحوث العلمية لبحث سبل علاج الأمراض والأوبئة والإمكانات التكنولوجية لتسهيل إدارة المنظومة الصحية وتوفير الخدمات للمرضى في أي زمان ومكان وتطوير الأجهزة العلمية.

فتغيير المنظومة الصحية أصبح ضرورة ملحة، إذ هو الانتقال من مستوى إلى مستوى أحسن منه وهو كل تصحيح في ثقافة المنظمة أو هيكلها التنظيمي حيث يجب أن يتسم هذا التغيير بالديمومة لمواكبة جميع التطورات وأن تتسم المنظمة بالديناميكية لتحقيق التغيير.

وقد أصبح الطب عن بعد إحدى الخدمات الطبية الأساسية التي تقدمها العديد من الفرق الطبية والشركات العالمية وخاصة العاملة في مجال النقل الجوي والبحري حول العالم.

ولعل الحديث عن هذا الموضوع يعد جديدا في الجزائر ولكنه منتشر بكثرة في عدد من دول العالم وحتى في بعض البلدان النامية والعربية مثل السعودية والعراق وأفغانستان معتمدين في ذلك على توافر وسائل الاتصال والأدوات الطبية اللازمة.

والطب الالكتروني هو أحد أنواع الإبداع في المستشفيات الذي يعتبر هو أيضا أحد أنواع التغيير التنظيمي في المنظمات بصفة عامة والصحية بصفة خاصة.

فهو علاج استثنائي مستعجل كحل للمشكلة المرضية الحادة دون وجود الطبيب إلى جانب المريض في مكان واحد يهدف إلى تقديم الخدمات في الدول الفقيرة والمناطق النائية كما أنه ضروري للمرضى المضطرين للسفر مسافة طويلة، أو المرضى الذين لا تستدعي حالتهم الذهاب للاستعجالات.

ويعتبر مصدرا مهما للتوعية وهو قليل التكاليف خاصة إذا لم يقم المريض بالتنقل، يساعد الأطباء قليلي الخبرة في التدريب والتكوين والاستشارة ويحقق التعاون بين المستشفيات على المستوى المحلي أو الدولي، بالإضافة إلى إمكانية الاتصال بأي طبيب في العالم والوصول إلى الرعاية الصحية المتخصصة في البلدان التي لا تتوفر على أخصائيين لبعض الأمراض التي تستلزم علاجا مستعجلا أو لعدم إمكانية السفر.

كما لا تستدعي هذه الخدمة أخذ مواعيد أو الانتظار في طوابير وتأخير الفحوصات والعمليات الجراحية خاصة بالنسبة للأمراض المزمنة والعمليات الحرجة...الخ.

ورغم كل هذه الإيجابيات فهذا لم يمنع  بعض الأطباء من إبداء تخوفهم من أن تنحصر الاستفادة بهذه التكنولوجيا الجديدة في الطب في فئات معينة وهي الفئات الغنية التي تمتلك القدرة على شراء الوسائل التكنولوجية الحديثة؛ مما يؤدي إلى توسيع الفجوة بين من يملك ومن لا يملك القدرة على شراء الوسائل التكنولوجية الحديثة.

والسؤال هنا في مجال الاتصال الطبي عن بُعد، يشمل أيضا الثقة في صحة التشخيص الطبي عن بعد وأيضًا السعر المدفوع لإجراء مثل هذه اللقاءات الطبية بين المريض والطبيب الإلكتروني، وطبيعة العلاقة بين الطبيب والمريض عبر الوسائل التكنولوجية، وإمكانية اكتساب التجهيزات الإلكترونية للاستفادة من هذا النوع من الخدمات.