لقد تطور الطب عن بعد مع بداية الثمانينات من هذا القرن وكان الهدف الأساسي منه هو تقديم خدمات طبية في الدول الفقيرة أو المناطق الريفية موازية لتلك التي تقدم في المدن الكبيرة والعواصم وتقليل نفقات انتقال المريض والتواصل بين المريض والطبيب بما يوفر أكبر قدر من الراحة للمريض الذي قد يعاني من متاعب السفر إلى المدن والانتقال لمسافات بعيدة بما يضر بصحته.
يشير مصطلح ممارسة الطب عن بعد إلى استخدام تقنيات الاتصال عن بعد لإجراء التشخيصات الطبية ومعالجة المرضى ورعايتهم.
الطب عن بعد هو ممارسة الطب عن بعد بواسطة وسائل الاتصال الحديثة، ولقد أثرت التكنولوجيا الجديدة على تقنيات الإنتاج بحيث أصبح الطب الإلكتروني ممكن عن طريق وسائل الاتصال الحديثة.
الطب عن بعد (Télémédecine) هو استخدام المعلومات الطبية المتبادلة من موقع إلى آخر عن طريق الاتصالات الإلكترونية من أجل صحة وتوعية المريض وبغرض تحسين العناية بالمريض.
على سبيل المثال فقد تمكن أحد الاختصاصيين في مستشفى جامعة نورث كارولينا من تشخيص كسر دقيق للغاية في العمود الفقري لمريض ريفي عن بعد باستخدام تقنيات التصوير بالفيديو وقد أمكن إنقاذ حياة المريض لأن العملية الجراحية اللازمة أجريت في موقع الحادث دون نقل المريض فيزيائياً إلى الاختصاصي الذي كان يبعد عنه بمسافة كبيرة.
ويقول الدكتور فيضي عمر محمود رئيس اتحاد الأطباء العرب في أوروبا ( للوهلة الأولى، العيادات –عندما يسمع بالطب الإلكتروني يتصور وجود تناقض في المصطلح ولكن هذا التناقض غير موجود في الواقع لأن المتعارف عليه هو ملازمة الطبيب للمريض عند الحاجة والضرورة ولكن في الطب الإلكتروني يقوم الطبيب بالمعالجة وتقديم المساعدة عن بعد أي أنه طب مستعجل يستعمل في الحالات الاستثنائية عندما لا يتواجد فيها الطبيب والمريض في مكان واحد ويتم التواصل عبر شبكات الانترنيت).
أما الدكتور عبد القادر مارتيني رئيس جامعة الأندلس الخاصة للعلوم الطبية بسوريا فذكر أن الطب الإلكتروني متوافر حاليا على خطوط النقل الجوي والسبب يعود إلى أن عدد الوفيات خلال رحلات السفر يصل إلى حوالي 4 الاف مسافر في العام بينما الوفيات نتيجة حوادث السقوط لا تتعدى 1800 مسافر في العام وهذا تطلب وجود طب من نوع خاص خلال رحلات السفر بالطيران حيث يوجد بعض شركات الطيران العالمية توفر هذه الخدمة عبر شبكات عالية التقنية تؤمن اتصال مباشر مع أي طبيب متوافر في أقرب ميناء جوي لتقديم جميع الخدمات الطبية الكترونيا وتحقيق حالة استقرار مرضية للمريض.
ويضيف: يوجد حوالي 40 ألف سفينة تبحر عبر البحار والمحيطات أي بعيدة ألاف الأميال عن اقرب ميناء بحري يمكن الوصول إليه لتأمين طبيب معالج لحالة مرضية مستعجلة ما يؤدي إلى احتمال وجود حالات مرضية تحتاج إلى طبيب مختص لذلك يجب توافر هذه الخدمة بشكل أوسع وأكبر على القطاع البحري أيضا.
وتتمثل أهم الخدمات الطبية الواعدة التي يقدمها الطب عن بعد في التشخيص التليفوني، العيادات الافتراضية والخدمات الطبية عن بعد.
التسميات
طب عن بعد